طالبَ العلم .. Ø£ÙسÙØ Ù„Ù‚ÙŽÙزتك
http://saaid.net/Doat/mishari/1.htm
بسم الله الرØمن الرØيم
تمثÙّل الإجازة الصيÙية ربيعًا علميًّا لطالب العلم، وهي تبرهن على صدق طلبÙÙ‡ إنْ هو استغلَّها، Ùالعطاء المشيخي تعتريه – عدا مطلع٠الإجازة – عوامل٠التعرية Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¨Ø±Ø§Ù…Ø¬ العلمية الخاصة، إنْ على مستوى طالب العلم٠نÙسÙه، أو مجموعته الضيقة، Ùإذا Ùرَّط ÙÙŠ هذه الأيام المهداة كان ذلك طعنا ÙÙŠ عدالة جدÙّيته.
عليه ليسلَمَ: أن يسعى ÙÙŠ تكثيÙ٠تØصيله، وسداد٠ديونه العلمية، أن يقلÙّب دÙتر المهام، ÙيلØÙ‚ÙŽ الكتابَ بنظيرÙه، والمتنَ بشرØÙه، ثم يبسطَ سجادة قراءته، ويدنيَ كأسَه المثلوجَ ÙÙŠ قيظ الظهيرة النجدية ليبدأ من بعد٠قÙزتَه المرتقبة.
******
القÙزة .. لها مبدأٌ ومنتهى
يتÙاوت شداة العلم ÙÙŠ رسم مشاريعهم العلمية (الجزئية/المرØلية)ØŒ وأيًّا ما كانت ماهية تلك المشاريع (ØÙظ، قراءة، تأليÙØŒ …) Ùإن الÙاضلَ أن يكون مشروعÙÙ‡ الصيÙÙŠÙÙ‘ (Ù‚Ùزةً) ذاتَ مبدأ ومنتهى، بØيث يكون إنجازÙÙ‡ المرØليÙÙ‘ مكتملَ الأركان، وليس مجردَ خطوات٠يواصل٠بها مسيرَ مشروع٠سابق، متعثÙّرًا كان أو غيرَه .. وخاصَّة٠هذه القÙزات أنها تجعل موقع المشروع من ذهنية طالب العلم ذا Øظوة، لتماسكه بسبب قرب إنجازه ÙˆØ§ØªØ¶Ø§Ø Øدوده، ولا أعونَ على ضبط المعار٠من ربط٠طالب٠العلم ألÙÙÙŽ مشاريعه بيائها، كما أن هذه القÙزات – إن كانت عاقلةً – تجعل من تعهÙّدها بعد ذلك ميسورا.
وقد أكرمني الله بمصاØبة Ø£Ùذاذ٠أكابرَ ÙÙŠ همتهم، سادَة٠ÙÙŠ جديتهم، وما Øرَّكني لهذه الكتابة إلا الرغبة ÙÙŠ إشعال Ùتيل الهÙمَم٠الصيÙيَّة٠بإذاعة Ù‚Ùزاتهم الÙاخرة.
*****
* ابن٠إبراهيم الÙرضي:
صَØÙبته بعد ÙرضÙيَّته، Ùوجدته على Øداثة سنÙّه Ùرضيًّا بامتياز، يتناول المسائل الÙرضية ويØÙ„Ùّلها بجهد٠يجانس الجهد الذي يبذله Ù…ÙŽÙ† يعبث بهاتÙÙ‡ Øين يقلبه بأصبعيه، أخذت أسائله عن مشروعه الÙرضي Ùقال لي:
(تعلمت٠الÙرائض دÙعة واØدة، واستغرق ذلك مني شهرين تقريبا، سمعت Ùيها “Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø±Øبية” للشيخ د. سعد الخثلان، ولخَّصته – وقد أراني دÙاترَه بخطÙّه الÙاتر السيÙّئ – تلخيصًا، ÙˆØÙظت٠منظومة “موقظة الوسنان” للشيخ بدر العوَّاد – وهي منظومة راقصة Ùائقة-ØŒ وقد كنت أتمرَّن على المسائل الÙرضية .. لـمَّا تعلمت الÙرائض تلك الأيام تعلمتها بØقّ، وأصبØت٠Ùَرَضيًّا، وكنت أشرØها لطلاب كلية الشريعة، كما شرØت موقظة الوسنان كاملة، وشرØت أبوابًا من الÙرائض والمناسخات لبعض مجاميع الطلبة مرارًا، وليس لي من عتاد إلا ذانك الشهران).
* ابن٠ناصر٠الخالدي:
كتب لي تجربته الÙاذَّة بيده الشريÙØ©ØŒ نصÙّها:
(Ø£Øسست يومًا بضع٠ÙÙŠ معرÙØ© تÙسير كلام الله، Ùعزمت على قراءة تÙسير كامل لكلام الله، Ùاستشرت، ووقع الاختيار على “تÙسير ابن جزي الغرناطي”ØŒ Ùذهبت لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ÙÙŠ إجازة صيÙية، وقرأت التÙسير كاملا قراءةً ÙاØصةً ÙÙŠ عشرة أيام، ثم عدت.
أصدقÙÙƒ القول: تغيرت قراءتي لكتاب الله بعد هذه التجربة، بل أصبØت أتتبع كل ما ÙŠÙكتَب Øول علم التÙسير، وكان أثر٠هذه التجربة ملØوظا لكل من جالسني من أصØابي بعد البرنامج، والØمد لله رب العالمين).
* ابن٠عبدالعزيز التيميّ:
لا أخÙÙŠ عجبي يوم ناولني (الÙلاش ميموري) لأنسخَ له ملÙًّا .. لما ÙتØته – وقد كان واقÙا أمامي – طلب مني نسخ المل٠ÙÙŠ مجلد٠عنونه بـ (الجامع)ØŒ دخلت المجلد Ùبهرتني عناوينه المعرÙية الموزَّعة على مئات الصÙØات التي قيَّدها من ÙˆØÙŠ قراءاته، ولظنÙّي ممانعتَه إن طلبت نسخه، باشرت نسخَه وألقيت الوَرَع جانبا ولم أستأذنه، وذلك أن المÙاسد الجزئية تنطمر ÙÙŠ جنب Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙŠØ© !
أخذت Ø£Øادثه وأسلÙّيه Øتى اكتمل النسخ، ثم صارØته بجريرتي، Øاولَ جاهدا أن يستنقذ مجلدَه لكني أصررت على ÙÙƒÙÙ‘ الاØتكار، ونجØت باشتراطات معينة .. سألته أن ÙŠØدثني عن Ø¥Øدى Ù‚Ùزاته التي Ø£Ùرزت مئات الأوراق هذه، Ùقال لي:
(Ø£Ùثيرت ÙÙŠ بعض المنتديات جملة إشكالات Øول موضوع البدعة، واستطال بعضهم بنصوص لابن تيمية يظن Ùيها سَنَدًا لشبهاته، Ùكان ذلك ØاÙزا لي على مراجعة المشروع التيمي، Ùأخذت مجموع الÙتاوى وقرأت مجلداته الخمسة والثلاثين ÙÙŠ شهر تقريبا).
* ابن٠عمر المعاملاتيّ:
أَثَرت٠عليه بعض السؤالات المتعلقة بالمعاملات المالية المعاصرة والبØوث المكتوبة Ùيها، Ùكان يتكلم عن ØادÙÙ‘ المسائل ونادÙÙ‘ البØوث ككلامه عن Øلية طالب العلم، ÙˆÙÙŠ سياق إمعانه ÙÙŠ إثارة المسائل وغربلة البØوث بعث الله من ÙÙيه كلامًا ما زال يبØØ« ÙÙŠ أرض دهشتي .. قال:
(تقدَّمت إلى دائرة عملي بطلب إجازة مدةَ أسبوعين، ثم Ø·Ùقت أذهب كل يوم إلى مكتبة الملك عبدالعزيز من Ø´ÙŽØ±Ø®Ù Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Øتى العتمة٠– قريبًا من العاشرة -ØŒ Ùجردت كلَّ ما Ùيها من كتب المعاملات المالية المعاصرة، وكتبت عن كل كتاب٠تقريرًا).
يا ويلتى، أعَجَزت أن أكون مثلَه !
* ابن٠عبدالرØمن الرشيدي:
هذا الشابÙÙ‘ من Ø£Ùراد من رأيت٠شغÙًا بالقراءة وتهالكًا عليها، وكم كان لتØدثه عن مشاريعه وقراءاته من أثر بالغ ÙÙŠ إذكاء همَّتي الباردة، ولو استقصيت٠ما أدركته من مشاريعه لاستطالت المقالة، ولكني سأكتÙÙŠ منها بشاهد٠يدل على ما وراءه .. قال لي مرةً:
(أردت الإشرا٠على التاريخ الغربي المعاصر، Ùاقتنيت “موسوعة هوبز باوم” ÙÙŠ التاريخ الغربي الØديث، وهي تقع ÙÙŠ أربعة أجزاء ÙÙŠ قرابة أربعة آلا٠صÙØØ©ØŒ Ùأنهيتها بÙضل الله ÙÙŠ أسبوعين)
* ابن٠زيد٠القØطاني:
ÙÙŠ ثاني سنيÙّه الجامعية Ù„Øظ أقرانه بروزَه النØويّ، على غير العادة ÙÙŠ Ù…Øيطه النائم٠نØْويًّا، باØثته Øول برنامجه Ùكتب لي:
(أوصاني Ø£Øد أشياخي بسماع الشرØ٠العثيمينيÙÙ‘ لمتن الآجرومية “16 شريطًا”ØŒ Ùسمعته بعد أن ØÙظت المتن، وقرأت Ø´Ø±Ø Ø¹Ø¨Ø¯Ø§Ù„Øميد مع تدوين الزوائد العثيمينة على هوامشه، Ùأنهيت ذلك ÙÙŠ مدة متوسطة، ولما أقبَلَتْ Ø¥Øدى الإجازات الصيÙية عزمت٠على تطويق٠النØو، Ùلم أشغل Ù†Ùسي بغيره، أنهيت Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø´ÙŠØ® عبدالله الÙوزان على قطر الندى “29 شريطًا” وقيدت زوائده على Ø´Ø±Ø Ø§Ø¨Ù† هشام، وبعد أسبوع من Ùراغي منه شرعت ÙÙŠ ØÙظ ألÙية ابن مالك، Ùكان نجازÙها ÙÙŠ 25 يومًا مع مطالعة Ø´Ø±Ø Ù…Ø§ أشكل عليَّ من أبياتها من خلال ناÙذة الأشموني ودليل السالك)
* ابن Ù…Øمد الراشديّ:
عرÙته وهو طالبٌ ÙÙŠ المرØلة الثانوية، لكني عرÙته ابنًا للØواسيب والمواقع الشبكية، وليس له إذ ذاك ÙÙŠ القراءة ناقة ولا جمل، غبت٠عنه، بل غاب عني، ثم لقيته بعد سنين Ùإذا بعينيه كتابان ناطقان، اجتاØتْه Ø·Ùرة معرÙية أذهلت كلَّ من تعلق منه أيام الثانوية بطر٠..له مشاريع Ùاخرة، وقد سألته أن ÙŠØدثني عن آخر مشاريعه Ùكتب لي:
(كانت الهمة نائمة، ÙˆÙÙŠ يوم عادي وبشكل عÙوي Øدثني Ø£Øدهم أنه قرأ برمضان المنصرم التÙسيرَ الÙلاني وهذا الشهر – رمضان 1433 هـ – سيقرأ تÙسيرًا غيره .. قالها بكل بساطة !
استØقرت ذاتي وعزمت على البدء بأول تÙسير، Ùكان الاختيار على كتاب الظلال للشهيد سيد قطب تقبله الله، Ùعقدت العزم على إنهاءه برمضان.
بدأت .. وكان الأثر يصاÙØني كلَّ ليلة ÙÙŠ Ù‚Ø±Ø¢Ù†Ù Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ .. الآية من الإمام والتÙسير من الذاكرة٠الطريَّة٠Øديثة٠العهد بمعاني القرآن، كانت لهذه القراءة الأثر البين عليّ، لأنك ترى أثرها كل ليلة، Ùكنت أسرعَ مما ظننت، Ùأنجزته ÙÙŠ اليوم العشرين ولله الØمد، وكان لها أثرٌ آخرٌ أكثر٠عمقًا: كسرت الØواجز التي بيني وبين مطوَّلات الكتب)
الجدير بالذكر أن تÙسير الظلال يقع ÙÙŠ 4012 صÙØØ© من القطع٠الكبير، الكبير٠جدًّا !
هناك الكثير من الشواهد المبثوثة ÙÙŠ كتب السير والتراجم، ولكني قصدتÙÙ‘ أن أقيÙّد ما وقÙت٠عليه بنÙسي، Ùذلك أجدر ÙÙŠ إيقاظ همتي وإذكاء همتك، لنستثمر هذه الإجازة التي آذنت أيامها الأولى بالرØيل .. (وعلى الله قصد٠السبيل)
*****
ثلاث٠خاطرات٠ÙÙŠ Ùقه القÙزات
الأولى:
لتكنْ Ù…Øدودَ المصادر، ولا تشتÙّت Ù‚Ùزتك بكثرة مناÙØ° المطالعة، Ùالمشاريع المرØليَّة بØاجة إلى مزيد تركيز، وتكثيÙ٠للنظر ÙÙŠ مساØات Ù…Øدودة، Ùإذا عزمتَ على ØÙظ عمدة الأØكام Ùخذ كشÙÙŽ السÙَّاريني أو عÙدَّةَ العطَّار، وإذا نهضتَ لبلوغ المرام Ùلا تجاوز منØØ©ÙŽ الÙوزان، وإذا طمعت ÙÙŠ ذوق مستصÙÙ‰ الغزالي Ùأدن٠منك مصدرًا أو مصدرين، ولْيكÙÙ† Ø¥Øكامَ الآمديّ مع Ø´Ø±Ø Ù…Ø®ØªØµØ± الروضة للطوÙÙŠØŒ وبَسْ.
الثانية:
أعÙدَّ متكأ القÙزة بعناية، أبلÙغ ÙÙŠ ترتيبه وتطييبه، خلÙّصه من مكدÙّرات العصر، وسائل٠التواصل الاجتماعي، اÙعل كلَّ ما يعينك على نجاز٠مشروعك، ولو كلَّÙÙƒ الكثير، ولا تكن Ø´ØÙŠØا، ÙÙ€ (الاقتصاد الصØÙŠØ Ø£Ù† تنÙÙ‚ ÙÙŠ ما تØتاج إليه كلَّ مبلغ٠مهما يكنْ كبيرا، وإيَّاك أن تشتري شيئا لا تØتاج إليه مهما يكن متدنيا) قاله عمر ÙرÙّوخ نقلًا عن عمÙّه Øسين.
الثالثة:
لتكن أيام Ù‚Ùزتك كالشركاء المتشاكسين، يقايض بعضها بعضا .. لا تÙجر٠بين أيامك عقود تبرع، ولك ÙÙŠ أجزاء يومÙÙƒ الواØد٠مندوØØ© عن بسط اليد السÙلى لبقية الأيام، إذا Ùاتك نصيب الÙجر ÙأدÙّه الظهر، أو العصر ÙأدÙّه مغربًا، وإنما سَيل٠العثرات اجتماع٠نÙقَط٠التأجيل.
طالبَ العلم .. Ø£ÙسÙØ Ù„Ù‚ÙŽÙزتك